الله عز وجل أنزل الوحي على اليهود سلطة معرفة وشمول منهج وطاقة بناء وقوة سيطرة وسطوة قيادة يرودون بها البشر .
واليهود كانوا يدركون ذلك ويعونه والوحي ينزل فيهم وعلى أنبيائهم ، فضنوا بسلطة الوحي وطاقته وعلمه المحيط الشامل وبشرف الريادة والقيادة أن يحوزها غيرهم ، فكتموا الوحي عندهم وأخرجوا للناس نقيضه طاقة هدم وقوة إفساد حجباً لغيرهم عن معرفة الإله وحجزاً لهم عن الوصول إلى شرف الاصطفاء و الريادة . والقرآن لم يخبرنا بهذا الكتم والتحريف إلا لآثاره المتراكمة في سيرة البشر ومسيرة البشرية .
( ... )
اليهود ، بصيغة المضارعة التي وضع الله ، عز وجل ، فيها تحريفهم للوحي يتوارثون الوحي قوة وسلطة يديرون بها البشر من رؤوسهم ويتوارثون معه بث نقيضه أينما نزلوا من أمم وحيثما حذوا من أقوام .
وهذا هو تفسير شمول البروتوكولات العجيب الذي يكاد يستوعب كل مستويات المجتمع البشري ، وكل أوجه مظاهر النشاط الإنساني ، من الدين والعقيدة إلى السلوك والأخلاق ، إلى العلاقات الإنسانية في كل صورها ، إلى المال والاقتصاد إلى السياسة وشؤون الحكم ، إلى الشؤون الدولية والعلاقات بين الأمم والشعوب .
فلأن الوحي هو خطة إصلاح شاملة لعالم البشر تستوعب كل مظاهر النشاط الإنساني والاجتماع البشري ، كان نقيضه خطة إفساد شاملة محيطة هي مقلوب إرشاد الوحي في كل شأن من شؤون البشر ومظاهر حياتهم .
أما الكلمة الأخيرة فهي أن معركتنا مع اليهود لم تبدأ قط ! أو هي منذ بدأت وحتى الآن كانت معركة من طرف واحد فقط ، خاضها اليهود ويخوضونها في مواجهة فراغ !
نعم ، خاضت بلاليص ستان حروباً ضد اليهود وهزمت ، وكان لا بد له أن تهزم ، وخاضت مفاوضات وعقدت معاهدات استغفلها فيه وبها اليهود ، وكان حتماً أن تستغفل ، لأن نخبها لم تفهم أبداً وما زالت لا تفهم أن المعركة مع اليهود وليست مع معركة على الأرض وبالسلاح .
المعركة مع اليهود وغربهم هي معركة الأفكار والعقائد .
أما الجيوش والسلاح ، والتفاوض والسياسة ، والأرض و الآثار ، والتاريخ والجغرافيا فيه بعض أسلحتها ووسائلها أو بعض توابعها ونتائجها .
ونخب بلاليص ستان الذين تراهم أمامك في كراسي الحكم ومن حولها ، وفي قاعات المحاضرات وفي صفحات الصحف وعلى الشاشات ، وعلى أغلفة الكتب والموسوعات هي أسلحة المعركة وبعض من وسائلها أعدهم الغرب اليهودي منذ وطء بلادنا من أجلها .
وصار همسي مع توالي الحوار يقيناً فأنا أمام أناس مسلمين ولكن قضايا كاملة ممسوحة من أذهانهم ولا وجود لها في وعيهم ! .
فهم أناس طيبون يصلون ويصومون ، ولكن ليس في إدراكهم لماذا خاطب الإله البشر ، ولا يعرفون ما هو القرآن ولا لأي غاية أنزل الله الوحي .
فهم وغيرهم من الأساتذة والمؤرخين ، بل وكثير من الإسلاميين والمشايخ وااسفاه يقرؤون القرآن ويرون بغيره ، ويعظمونه ويفكرون بسواه ، ويقدسونه ولا أثر له في تكوين معارفهم وضبط مناهجهم وتصحيح موازينهم ولا في صنع عقولهم وبناء نفوسهم وإصدار أحكامهم ، وهذه كلها بعض آثار سريان البروتوكولات في ذهن العالم واستيطان اليهود لوعي البشر .