أقرأ هذه الرواية لغسّان بعد أن اكتشفت رسائله الساحرة لغادة.
عادا و ليتهما لم يعودا.. رواية جميلة مختصرة الأحداث تعالج ذلك الحنين الذي يدفعنا إلى الرجوع إلى ذلك المكان الذي آوى جزءا من عمرنا، من ذاكرتنا، عددا من أحبّتنا.. خصوصا إن كان ذلك المكان يسمّى فلسطين. :-)
بيد أن التفتيش عن شيء تحت غبار الذاكرة قد لا يكشف إلا غبارا جديدا أيضا.. وبالتالي وفي كثير من الأحايين يستحب التفتيش عن المستقبل و تناسي أطلال الماضي.
Commenter  J’apprécie         20
-" زوجتي تسأل إن كان جبننا يعطيك الحق في أن تكون هكذا ، وهي ، كما ترى، تعترف ببراءة بأننا كنا جبناء ، ومن هنا فأنت على حق ، ولكن ذلك لا يبرر لك شيئا ، إن خطأ زائد خطأ لا يساويان صحا ، ولو كان الأمر كذلك لكان ما حدث لايفرات ولميريام في أوشفيتز صوابا ، ولكن متى تكفون عن اعتبار ضعف الآخرين وأخطائهم مجيرة لحساب ميزاتكم ؟ لقد اهترأت هذه الأقوال العتيقة ، هذه المعادلات الحسابية المترعة بالأخاديع ... مرة تقولون أن أخطاءنا تبرر أخطاءكم ، ومرة تقولون أن الظلم لا يصحح بظلم آخر... تستخدمون المنطق الأول لتبرير وجودكم هنا ، وتستخدمون المنطق الثاني لتتجنبوا العقاب الذي تستحقونه ، ويخيل إلي أنكم تتمتعون الى أقصى حد بهذه اللعبه الطريفة ، وها أنت تحاول مرة جديده أن تجعل من ضعفنا حصان الطراد الذي تعتلي الذي تعتلي صهوته ... لا ، أنا لا أتحدث إليك مفترضا إنك عربي ، والآن أنا أكثر من يعرف أن الإنسان هو قضية، وليس لحما ودما يتوارثه جيل وراء جيل مثلما يتبادل البائع والزبون معلبات اللحم المقدد ، إنما أتحدث إاليك مفترضا أنك في نهاية الأمر إنسان . يهودي . أو فلتكن ما تشاء . ولكن عليك أن تدرك الأشياء كما ينبغي ... وأنا أعرف أنك ذات يوم ستدرك هذه الأشياء ، وتدرك أن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها ، كائنا من كان ، هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم ، وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه...
ولكنها ظلت صامته . وسمع صوتها الخافت يبكي بما يشبه الصمت ، وقدر لنفسه العذاب الذي تعانيه ، وعرف أنه لا يستطيع معرفة العذاب على وجه الدقة ، ولكنه يعرف أنه عذاب كبير ، ظل هناك عشرين سنة، وأنه الآن ينتصب عملاقاً لا يصدق في أحشائها ، ورأسها ، وقلبها ، وذاكرتها، وتصوراتها ، ويهيمن على كل مستقبلها. واستغرب كيف أنه لم يفكر أبداً بما يمكن أن يعينه ذلك العذاب ، وبمدى ما هو غارق في تجاعيد وجهها وعينيها وعقلها . وكم كان معها في كل لقمة أكلتها ، وفي كل كوخ عاشت فيه ، وفي كل نظرة رمتها على أولادها وعليه وعلى نفسها . والآن ينبثق ذلك كله من بين الحطام والنسيان والأسى ، ويأتي على ركام الهزيمة المريرة التي ذاقها مرتين على الأقل في حياته .
- "شعرت بفراغ مروع حين نظرت الى ذلك المستطيل الذي خلفته على الحائط . وقد بكت زوجتي ، واصيب طفلاي بذهول ادهشني . لقد ندمت لانني سمحت لك باسترداد الصورة ، ففي نهاية المطاف هذا الرجل لنا نحن . عشنا معه وعاش معنا وصار جزءاً منا . وفي الليل قلت لزوجتي انه كان يتعين عليكم ، ان اردتم استرداده ، ان تستردوا البيت ، ويافا ، ونحن ... الصورة لا تحل مشكلتكم ، ولكنها بالنسبة لنا جسركم الينا وجسرنا اليكم" .
- " لا حاجة لتصف لي شعورك فيما بعد ، فقد تكون معركتك الاولى مع فدائي اسمه خالد ، وخالد هو ابني ، ارجو ان تلاحظ انني لم اقل انه اخوك ، فالانسان كما قلت قضيه ، وفي الاسبوع الماضي التحق خالد بالفدائيين ... اتعرف لماذا اسميناه خالد ولم نسمه خلدون ؟ لاننا كنا نتوقع العثور عليك ، ولو بعد عشرين سنة ، ولكن ذلك لم يحدث . لم نعثر عليك .. ولا اعتقد اننا سنعثر عليك ".
- Ma femme demande si le fait que nous soyons des lâches t'autorises à l'être toi. Comme tu vois, elle reconnaît en toute candeur que nous avons été bien lâches. Tu as donc raison. Mais cela ne justifie rien parce qu'une erreur plus une erreur ne font pas une vérité. Si c'était le cas, ce qui est arrivé à Ephrat et Myriam à Auschwitz serait juste. Mais quand cesserez-vous donc de considérer que la faiblesse des autres, leurs erreurs, font toujours peser la balance en votre faveur ? J'en ai assez de ces vieux discours, de ces équations mensongères... Une fois vous dîtes que nos erreurs justifient les vôtres, une fois que l'injustice ne peut être redressée par une autre injustice. Vous vous êtes servis du premier argument pour venir ici, et du deuxième pour vous dérober au châtiment que vous méritez. il me semble que vous êtes parfaitement à l'aise dans ce petit jeu. Et toi aussi tu essaie d'enfourcher notre faiblesse comme un cheval de Troie... Je ne m'adresse pas à toi en supposant que tu es arabe : dorénavant, personne mieux que toi ne sait que l'homme est une cause.